وكالة مهر للأنباء، عبادة عزت أمين: ودعت الأمة العربية والإسلامة أحد فرسان الجهاد وضراغمة الموقف، من كرٌَس عمره في سبيل الله وقضيته، ووحدٌت وفاته القلوب والعقول، فكان يوم 6 يونيو 2020 موعدا لانطفاء نجمٍ دائمٌ نوره في القلوب.
هو الدكتور "رمضان عبد الله شلٌح" أحدُ مؤسسي حركة "الجهاد الاسلامي" في فلسطين والأمين العام لها بعد وفاة قائدها ومؤسسها الدكتور "فتحي الشقاقي" عام 1995، واستمر كذلك حتى مرضه عام 2018، حيث خلفه في المنصب زياد النخالة "أبو طارق".
عمرٌ في رحاب الجــهاد
ولد الدكتور رمضان في حي الشجاعية لأسرة محافظة تضم 11 ولدًا، نشأ في قطاع غزة ودرس جميع المراحل التعليمية حتى حصل على شهادة الثانوية،ثم سافر إلى مصر لدراسة الاقتصاد في جامعة الزقازيق وحصل على شهادة بكالوريوس في علم الاقتصاد سنة 1981، بعد ذلك عاد إلى غزة وعمل أستاذا للاقتصاد في الجامعة الإسلامية. اجتهد الدكتور في تلك الفترة بالدعوة واشتهر بخطبه الجهادية التي أثارت غضب الكيان الصهيوني ففرض عليه الإقامة الجبرية ومنعه من العمل في الجامعة.
في عام 1986 غادر فلسطين إلى لندن لإكمال الدراسات العليا وحصل على درجة الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة درم عام 1990.
واصل نشاطه الديني هناك لفترة ثم سافر إلى الكويت وتزوج، عاد بعدها إلى بريطانيا، ثم انتقل من هناك إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعمل أستاذا لدراسات الشرق الأوسطفي جامعةجنوبي فلوريدا بين 1993 و1995.
يتقن الدكتور اللغتين الإنجليزية والعبرية، وهو أب لأربعة أبناء بنتان وولدان.
مشواره السياسي
أثناء الدارسة في جامعة الزقازيق المصرية تعرف على الدكتور فتحي الشقاقي، بالرغم من أنهما لا ينتميان إلى نفس التخصص فقد كان الشقاقي يدرس الطب في السنة الثانية.
أسفرت صداقتهما عن إهداء الشقاقي للدكتور رمضان كُتب لقادة الأخوان المسلمين كالبنا وسيد قطب. عام 1978 اقترح رمضان على صديقه الشقاقي تشكيل تنظيم، فأخبره الشقاقي أنه ينتمي للأخوان المسلمين، ويترأس مجموعة صغيرة باسم الطلائع الإسلامية، انضم رمضان لهذا التنظيم وتوسع بعد ذلك بانضمام العشرات من الطلبة الفلسطينين في الجامعات المصرية، وكانت حركة الجــ..هاد الإســ..لامي.
عاد بعدها الدكتور إلى غزة واشتغل بالدعوة والتدريس. ثم سافر إلى بريطانيا للحصول عل شهادة الدكتوراه والولايات المتحدة الأمريكية للعمل فترة من الوقت. وفي سنة 1995 جاء إلى سوريا راغبا في العودة إلى فلسطين، وبانتظار الانتهاء من أوراقه الخاصة بالعودة. ألتقى بالدكتور الشقاقي وعملا معا لمدة 6 أشهر لوضع الخطط لتطوير العمل الجــ..هادي، وفي ذلك العام اغتال الموساد الدكتور الشقاقي، اجتمع الحزب بعد ذلك وقرروا انتخاب الدكتور رمضان أمينا للحزب وهو من أشد الداعيين (للمقاومة المسلحة).
يُذكر أن الدكتور رمضان شلح من بين الموضوعين على قوائم الإرهاب الأمريكي.
وكان اللقاء
أبت روح أبي عبد الله إلا أن تجاور روح الصديق، ففي تاريخ 6 حزيران 2020تُوفي الدكتور رمضان شلح عن عمرٍ ناهز 62 عامًا، وذلك بعد صراعٍ مع المرض خلال السنوات الأخيرة من حياته وَوُري جثمانه الطاهر الثرى في مقبرة مخيم اليرموك إلى جوار الشهيد الش..هيد الشقاقي ليكون الوفاء في الدارين .
نحسبك عند الله شهيدا ولك عهدٌ من الأوفياء أكناف بيت المقدس أن الطريق مُستَمِر حتى تطهير المُقدسات.
تعليقك